الوضع الانسانى فى جبال النوبة يسوء بسبب النزوح الكبير مع قلة الامكانيات

جبال النوبة: مناشدات لتدخل دولي إنساني لمواجهة المجاعة
أمستردام 2 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
في 14 أغسطس الحالي، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان-الحلو رسميا عن أن المناطق الواقعة تحت سيطرتها في جبال النوبة (جنوب كردفان) ومنطقة الفونج الجديدة (النيل الأزرق) تشهد مجاعة واسعة وأن حوالي 20% من الأسر تعاني من نقص في الغذاء وحوالي 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية. ووفقا لتقديرات الحركة الشعبية فإن عدد سكان هذه المناطق وصل إلى حوالي 3.9 مليون شخص بسبب النزوح الواسع من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت الحركة الشعبية خلال الأيام الماضية حملة واسعة للفت أنظار الرأي العام المحلي والعالمي للمعاناة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرتها.
وصف غاندي خليل، مدير برامج بناء السلام والتعايش السلمي بمنظمة كما لمبادرات التنمية، الوضع الإنساني في مناطق سيطرة الحركة الشعبية بإقليم جبال النوبة بأنه حرج بسبب تزايد أعداد النازحين من المتأثرين بالحرب من الشمال. وأوضح غاندي خليل في حديث لراديو دبنقا أن المنظمات والمؤسسات التي كانت تعمل بعد اندلاع الحرب في 6 يونيو 2011 كانت تقدم الخدمة لحوالي 1.2 مليون مواطن، لكن نفس هذه المؤسسات الصحية والتعليمية والمياه والخدمية والتي كانت بالكاد تغطي الاحتياجات الأساسية ل 1.2 مليون نسمة، أصبحت تقدم الخدمة اليوم لحوالي 3 مليون نسمة.
وأضاف غاندي خليل أن هذا الواقع تسبب في ضائقة اقتصادية بسبب ندرة الاحتياجات الأساسية من مواد غذائية ومياه نظيفة صالحة للشرب ومأوى. وطال هذا الأمر حتى الأراضي الزراعية والسكنية التي أضحت موضع نزاع بين النازحين والمقيمين وخصوصا في المناطق التي مازالت آمنة حتى الآن.
ونوه مدير برامج بناء السلام والتعايش السلمي في حديث لراديو دبنقا أن الحرب حينما اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع أربكت العمليات الزراعية علما بأن سكان المنطقة يعتمدون على الزراعة. وبالإضافة إلى نشوب الحرب، انتشرت قوات الدعم السريع في مناطق واسعة متاخمة لإقليم جبال النوبة وقيامها بإغلاق الطرق ما قاد إلى انعدام الوقود وعدم توفر التقاوي وغياب الأمن في معظم المناطق ما اضطر المزارعين لإيقاف العمليات الزراعية.
وأشار غاندي خليل إلى أن عدم كفاية الأمطار ساهم أيضا في عدم توفر الغذاء بالكميات الكافية حتى للقلة التي نجحت في زراعة أراضيها. وأكد أن المجاعة قد انتشرت في مختلف أنحاء الإقليم وبشكل مزعج وأن هناك تكدس للمرضى في المستشفيات حيث تعاني أغلبية منهم من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية وخصوصا الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.
وأوضح المسؤول في منظمة “كما لمبادرات التنمية” في حديث لراديو دبنقا أن التقارير تؤكد أن هناك حالات وفيات في مناطق كثيرة من إقليم جبال النوبة بسبب المجاعة. وقال إن الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع أثرت بشكل كبير على كل أنحاء السودان وتسببت في إرباك العملية الاقتصادية بسبب توقف الإنتاج وظهر ذلك جليا في انخفاض سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار من 600 إلى 2500 جنيه للدولار الواحد.
ومضى قائلا إن تدهور سعر العملة أثر على سبل كثب العيش وأضعف القوة الشرائية خصوصا وأن نسبة تصل إلى 80% من السودانيين لا تعمل حاليا ممن كانوا موظفين وعمال بعد أن توقفت كل المصانع والمؤسسات الحكومية. وحتى تحويلات المغتربين تعرضت لربكة بسبب انقطاع شبكات الاتصالات وعدم القدرة على التواصل مع الأسر في داخل السودان.
وشدد غاندي خليل أن الأوضاع الآن متأزمة بشكل غير مسبوق ما يتطلب تدخل دولي لإيقاف الحرب والسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات للمواطنين في جميع أنحاء السودان وخصوصا في مناطق جبال النوبة التي تعتبر من المناطق الآمنة وأصبحت قبلة للنازحين الذين نجحوا في الفرار من مناطق الحرب سواء في دارفور أو شمال كردفان أو شمال السودان أو من ولاية الجزيرة. وتسبب ذلك في الضغط على الموارد الشحيحة وأصبحت هناك صعوبة أن تكون المنظمات الوطنية وبجانبها بعض المنظمات الدولية التي تعمل معها قادرة على تقديم الخدمات الكافية لكل هؤلاء.
وناشد غاندي خليل باسم المجتمع المدني كل صناع القرار في المجتمع الدولي ابتداء من مجلس الأمن الدولي، الاتحاد الأفريقي، دول الترويكا، الاتحاد الأفريقي لممارسة الضغوط على أطراف النزاع لوقف هذه الحرب التي وصفها “بالانتقامية” حيث يعاقب النظام الذي رفضه الشعب مواطنيه بسبب رفضهم لدكتاتورية الإسلاميين. ودعا إلى التوصل إلى حلول شاملة وعادلة وقابلة للاستدامة حتى يستعيد الشعب السودان وطنه وأمنه ليكون قادر على الإنتاج ليوفر الطعام الذي يحتاجه.
وشدد غاندي خليل على أن هناك حاجة للتدخل الإنساني لإنقاذ حياة الناس وأن هذا التدخل لا بد أن يكون في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة وبالكميات التي تكفي احتياجات الناس مع ضمان وملاءمتها للاحتياجات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top